|
قُـبَـيـلَ وداعـــي قبّلـتـنـي ثمـانـيـا وواحــدة ً بـيـن العـيـونِ البواكـيـا
|
تمنّيتُها عَشْـراً فقالـتْ أمـا كفـى ! فقلـتُ هنـاكَ الثغـرُ مــازالَ خـاويـا
|
فأرمشـتِ العينـيـن حـتـى قتلنـنـي ولـــم أكُ أدري أي سـهــمٍ أتـانـيَـا
|
فأهدت إلى الروحَ في مبسمِ المُنى فقلـت سقـى الله الشفـاه السواقـيـا
|
أبـسـمـلُ بالـرحـمـنِ مـمــا رأيـتُــه فلم ترَ عيني في النسـاء كمـا هيـا
|
فسبحانَ من أعطاكِ ناموس سـرّه قـتــيــلٌ وقــتـــالٌ وداءٌ مُـــداويـــا
|
فتسألـنـي عَـمّـا تسـاءلـتُ حينَـهـا فقلـتُ سلـي قلـبـي يُجيـبُـك مابـيـا
|
ولولا اصطباري واكتمالُ رجولتي لكنـتُ بصيحـاتِ الطفـولـة شـاديَـا
|
أشـدُّ علـى النفـسِ اقتـراب مُباعـدٍ وأعظمُ حُـزنٍ حيـن ندنـي التنائيـا
|
بُليـت بهـا حُبـاً وشوقـاً وهاجـسـاً فأصبحـتُ مـن بعـد الثـلاثـةِ بالـيـا
|
وحسبكِ أني حين أمضي بوحدتـي أقلبنـي فـي مـوجـة التـيـه عـاريـا
|
فمن فارقَ الأحبـابَ أمسـت حياتُـهُ رهينةَ سقـمٍ تطلـب المـوت شافيـا
|
فبيني وبيـن البَيـنِ عفريتُنـا الـذي تكَفّـلَ فـي عَــرش الـفـراق تدانـيـا
|
فـلـسـتُ سُـلـيـمـانَ الـعـظـيـمَ أردُّهُ وليـس إلـى بلقيـسَ شـمّّـرَ جابـيـا
|
وداعـاً إلــى لُقـيـا الخـيَـال ِفإنـنـي بـكــلِ خـيــالٍ أسـتـقــل الـقـوافـيـا
|
وأبحـر بالأشـعـار شـرقـا ومَغـرِبـاً وأُلبِسهـا خـوفـي وحيـنـاً رجائـيـا
|
وأكتنـف الديجـور والفجـرُ بــازغ ٌ مَخافـةَ نـورٍ يجعـلُ الطيـفَ خافيـا
|
وأطـعِـمُ أقـلامـي شـــواردَ ليـلـتـي فـإن سمنـتْ أشبعـتُ فيهـا اللّياليـا
|
وأكمـلُ عمـري فـي اجتـرار أحـبـةً أرطـبُ حلـقَ الفكـرِ فيـهـم تداعـيـا
|
تقـولُ سينسـيـكَ الـزمـانُ محبـتـي وتصبـحَ مـثـل الراحلـيـن مُجافـيـا
|
فقلت فدتكِ الروحُ إنّي على الهوى وعهدِ عُقودِ الشـوق هَيمـانَ باقيـا
|
فواعجـبـي مـمّـا تـقـول وتشتـكـي أأتــركُ فِـكــري لـلـفـؤاد مُـعـاديـا!
|
وأنـتِ كمـا أنــتِ وإنّــي كـمـا أنــا عشيقـانِ نحـيـا نستـظـل الأمانـيـا
|
أهيـلُ مـن الأشعـارِ فيضـاً مُـكَـوّراً أُدحــرجــهُ قـلـبــاً أتــــاك مُـلـبـيــا
|
لينهـل منهـا شـاعـرٌ تـلـو شـاعـرٍ ويحترفُ الأبيـاتَ مـن كـان هاويـا
|
إذا ولََـــدَ الإلـهــامُ حَـرفــا مُـهَـذبـاً تباشـر طُـرّاً عنـد حـرفـي مُحابـيـا
|
ومــا أنــا فـــي الأيـــامِ إلا مُـغَــرِّدٌ وخلفي سِربٌ يتبـع الشـدو ساريـا
|
|